نشأت أكثر المدن الهولندية حداثةً في القرن الثالث عشر كقرية للصيد. وقد كانت في طريقها للتطور لتصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا قويًا عندما دمرت قاذفات القنابل الألمانية وسط المدينة والميناء في عام 1940. وبالرغم من ذلك، فإن التراث المعماري الفريد الذي تتألق به مدينة روتردام ما يزال يجذب أنظار العديد من الزوار إليها ليجوبوا في أرجاء تلك المدينة العالمية الساحرة بدراجاتهم. ولا تزال المنازل العتيقة ذات الطراز الهولندي تتألق في بعض أرجاء منطقة ديلفسهافن التاريخية، تلك المنطقة التي بدأ الرحالة رحلتهم منها في عام 1620. أما عن تلك العروض الثقافية التي تقدمها المدينة لزوارها بدءًا من المهرجانات الصيفية ووصولاً إلى الموسيقى الكلاسيكية هو ما يمنح المنافسة لأمستردام.

تحتضن هذه المدينة العريقة والتاريخية العديد من المباني التي تعود إلى أوائل العصور الوسطى. كانت أوترخت أهم مدينة في هولندا حتى استولى عليها غزاة من أمستردام فى العصر الذهبي الهولندي. وقد كانت ولا تزال مقر أسقف أبرشية أوترخت، أهم زعيم كاثوليكي في هولندا. وتعد جامعة أوترخت أكبر جامعة في هولندا. أما بالنسبة لمنظومة أرصفة المواني في قنواتها الداخلية فهي تعتبر واحدةً من الميزات التي تنفرد بها المدينة. فقبل أن يتم شق قنوات في المدينة بأكملها، كانت أجزاء من نهر الراين تشق طريقها عبر مركز المدينة. وتعتبر كاتدرائية سانت مارتن القوطية من أبرز المباني التاريخية فيها، والتي بدأ إنشاؤها في عام 1254 واستمر ما يقرب من 200 عامًا.

تعتبر "أمستردام" حقًا مدينة راكبي الدراجات النارية، على الرغم من أنك قد تشوش قليلاً أثناء ركوب الدراجة في شوارعها المتاهية. واصل المشي ولن تشعر بخيبة الأمل، فالقنوات العليلة تشكل خلفية مثالية لاستكشاف "جوردان" وساحة ميدان "رمبرانت". قم بزيارة قصيرة إلى "منطقة الضوء الأحمر" إذا كان لا بد أن تقوم بها، إذا كان ذلك فقط لتقول أنك ذهبت يومًا إليها. إن منزل "آن فرانك" هو واحد من أكثر التجارب إثارة للمشاعر يمكن للمسافر أن يحظى بها، كما يضم متحف "فان جوخ" مجموعة مدهشة من الأعمال.

تعد مدينة بروكسل المتواضعة عاصمة كلٍ من بلجيكا وإقليم فلاندرز وأوروبا بأكملها. ويتميز ميدان جراند بلاس، الذي يعود تاريخه للعصور الوسطى، بكبر مساحته واحتوائه على مبانٍ ترجع للقرن السابع عشر وأسواق الأزهار المتفتحة التي تباع يوميًا. هذا إلى جانب أتوميوم، الذي يحمل نفس مكانة برج إيفل في فرنسا وأعيد افتتاحه في عام 2006، حيث يقدم مناظر رائعة، سواء داخله أو خارجه. أما عشاق الهندسة المعمارية، فيمكنهم زيارة متحف هورتا، وهو منزل المهندس المعماري البلجيكي الشهير فيكتور هورتا. هذا إلى جانب نوادي وملاهي سانت جراي المزدحمة بالزوار طوال العام. كما تزخر منطقة سانت كاثرين بمطاعم الوجبات السريعة من المأكولات البحرية. وينصح بالسير على الأقدام في الشوارع الضيقة، بدلاً من ازدحام المرور.

إن زاندفورت لأمستردام بمثابة برايتون للندن، فهي منتجع كبير مطل على البحر يسهل الوصول إليه بالقطار. ولا يستغرق الوصول إليها من المحطة المركزية سوى نصف ساعة. وتتميز بشاطئها الرملي الطويل، على غرار بقية الخط الساحلي لهولندا، وكثبانها الرملية التي تقي البلد المنخفض عن سطح البحر. وفي فصل الصيف، تمتد البارات بطول الشاطئ لتناسب جميع الأطياف والأذواق. كما تُعد تلك المدينة موقعًا لأهم مضمار سباق سيارات بهولندا.

على الرغم من امتداد معظم أراضي مقاطعة شمال هولندا جهة الشمال بعيدًا عن أكبر مدنها أمستردام وعاصمتها هارلم، فإن هذه المقاطعة تمتلك معالم جذب أكثر من مجرد هاتين المدينتين الرائعتين. فتوجد في مدينة مويدن قلعة مويدرسلوت المدهشة التي تبدو وكأنها تنتمي إلى إحدى القصص الخيالية. وهناك قلعة بريديرود في قرية سانتبورت التي تبدو أقدم من سابقتها، ولكنها ليست أقل أهمية أو جذب للسائحين. ويوجد في مدينة زانستاد منطقة زانسي سكانس، إحدى أهم الوجهات السياحية في هولندا، ومتحف طواحين الهواء الموجود في الهواء الطلق والمحبب للعائلات، كما أنها تضم عددًا من المباني التقليدية والمصنوعات اليدوية والمتاجر.

إن مدينة ماستريخت، تلك المدينة الملامسة لبلجيكا من جهة الغرب والواقعة على بعد بضعة أميال من ألمانيا من جهة الشرق، هي عاصمة ليمبورج، المنطقة الواقعة أقصى جنوب هولندا. كما تنعم تلك المدينة بتاريخ وثقافة زاخرة، فضلاً عن ميدانين رائعين بها وهما: ميدان فريتوه ، الذي يضم كنيسة سانت سيرفاس وكاتدرائية سانت جان والعديد من المقاهي والمطاعم والبارات، وميدان السوق، والذي يضم ساحة المدينة حيث يقام سوق رائع للبائعين صباح يومي الأربعاء والجمعة. ومن معالم الجذب البارزة الأخرى بالمدينة، حصون المدينة القديمة أو فستيجينجويركين.