أين تجد مكانًا أكثر رومانسيةً وإلهامًا من هذا المكان الذي يشبه مدن الحكايات الخيالية؟ تقود شوارع بروج المرصوفة بالحجارة والتي تتمتع بمظاهر تشير إلى العصور الوسطى إلى عجائب وروائع تاريخية ومعمارية وفنية لا حصر لها. تأمل تلك المنازل المنمقة المصطفة على جوانب تلك القنوات المتداخلة وحاول أن تعرف السبب الذي يجعل تلك المدينة وجهةً مفضلة للمسافرين بجميع أنماطهم. فالمدينة بأكملها تعكس تقديرها للماضي وحبها للحاضر وحماسها للمستقبل. وأثناء زيارة المدينة، لا تفوّت فرصة زيارة هوف بلادلين ومتحف جرونينج وكنيسة السيدة العذراء وبرج جرس الكنيسة (بلفري) وقاعات السوق.

تمتلك مدينة لياج، الجامعية الصاخبة، تاريخًا طويلاً في صناعة الأسلحة وهي تضم متحفًا للأسلحة. وفيها تستطيع الاستمتاع بمشاهدة نهر ميوز وهو يعبر المدينة في مسارات متعرجة. أما في أيام الأحد، فتكون ضفة النهر بمثابة موقع لسوق "بات" الشهير، حيث تباع الملابس والمحاصيل والأطعمة. كما تكتظ شوارع التسوق الضيقة بمطاعم الأرصفة. وهذه المدينة هي مسقط رأس الكاتب جورج سيمنون، كما أنها مكان رائع لتناول الأطعمة الشهية. ولا تنس مشاهدة المدينة من أعلى درج مونتاني دي بيورين الذي يعلو عن شوارع المدينة بعدد يبلغ 406 من السلالم.

إن مدينة ماستريخت، تلك المدينة الملامسة لبلجيكا من جهة الغرب والواقعة على بعد بضعة أميال من ألمانيا من جهة الشرق، هي عاصمة ليمبورج، المنطقة الواقعة أقصى جنوب هولندا. كما تنعم تلك المدينة بتاريخ وثقافة زاخرة، فضلاً عن ميدانين رائعين بها وهما: ميدان فريتوه ، الذي يضم كنيسة سانت سيرفاس وكاتدرائية سانت جان والعديد من المقاهي والمطاعم والبارات، وميدان السوق، والذي يضم ساحة المدينة حيث يقام سوق رائع للبائعين صباح يومي الأربعاء والجمعة. ومن معالم الجذب البارزة الأخرى بالمدينة، حصون المدينة القديمة أو فستيجينجويركين.

باعتبارها أكبر مركز ساحلي في بلجيكا، توفر مدينة أوستند مذاقًا نادرًا للثقافة الشاطئية الفلمنكية. ويتوافد الزوار الداخليون إليها للاستمتاع بشواطئها الرملية والممشى الساحلي بها، في حين تُذكر الآثار التي تضرب بجذورها في أعماق البلدة القديمة المطلة على ميناء بالتاريخ العسكري والبحري للمدينة.

نشأت أكثر المدن الهولندية حداثةً في القرن الثالث عشر كقرية للصيد. وقد كانت في طريقها للتطور لتصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا قويًا عندما دمرت قاذفات القنابل الألمانية وسط المدينة والميناء في عام 1940. وبالرغم من ذلك، فإن التراث المعماري الفريد الذي تتألق به مدينة روتردام ما يزال يجذب أنظار العديد من الزوار إليها ليجوبوا في أرجاء تلك المدينة العالمية الساحرة بدراجاتهم. ولا تزال المنازل العتيقة ذات الطراز الهولندي تتألق في بعض أرجاء منطقة ديلفسهافن التاريخية، تلك المنطقة التي بدأ الرحالة رحلتهم منها في عام 1620. أما عن تلك العروض الثقافية التي تقدمها المدينة لزوارها بدءًا من المهرجانات الصيفية ووصولاً إلى الموسيقى الكلاسيكية هو ما يمنح المنافسة لأمستردام.