تتميز منطقة لانغدوك روسيون ذات الشمس الساطعة بحصون تعود إلى العصور الوسطى وقنوات مائية رومانية وإطلالة على ساحل البحر المتوسط ومزارع كروم شاسعة وحدائق وطنية فسيحة، خلاصة القول إن الزائر يمكن أن يقضي عمره في اكتشاف معالم هذه المنطقة الخلابة. ولوقوع منطقة لانغدوك روسيون في الحد الجغرافي الفاصل بين شبه الجزيرة الأيبيرية والبر الرئيسي لأوروبا، فإن بلداتها ومدنها، والتي من بينها كاركاسون ونيم ومونبيلييه الجميلة، ترتبط فيما بينها عبر طرق قديمة وجديدة. ويمكنك التنزه سيرًا على الأقدام في الطريق الروماني فيا دوميتيا أو استئجار مركب للاستمتاع برحلة في قناة "قنال دو ميدي" الساحرة.

إذ تعتبر مدينة تولوز الواقعة جنوب فرنسا مثالاً جليًا على المتناقضات. استمتع بزيارة أكاديمية الألعاب الزهرية (Academie des Jeux Floraux)، أقدم مجتمع أدبي في العالم الغربي، وكذلك متحف جاليري دو شاتو دو (Galerie du Chateau d'eau)، الذي يعد أول متحف صور فوتوغرافية في العالم. تنزه على امتداد نهر غارون، قبل زيارة كنيسة سانت سيرنين لمشاهدة أجمل آلات الأرغن الأنبوبية الموسيقية. وعلى الرغم مما تتمتع به المدينة من عمارة ترجع إلى العصور الوسطى، فإن تولوز مدينة حديثة، وهي مركز لصناعة الطيران في أوروبا، فضلاً عن الحانات والمطاعم في ساحة بلاس دو كابيتول الصاخبة.

تتميز مدينة أندورا لا فيلا، عاصمة إمارة أندورا، بمعالم وأنشطة تجعلها ترضي جميع الأذواق. تجول في مركز المدينة التاريخي واستكشف "كاسا دي لا فال" (مبنى البرلمان السابق) ومبنى البرلمان الحديث. وإذا كنت من هواة الفن الرومانسي، فلا تفوّت زيارة كنيسة سانتا كولوما وجسر مارجينيدا من العصور الوسطى. ويمكن لعشاق الطبيعة الاستمتاع بنزهة عبر المناطق الريفية في طريق ريك ديل سولا أو ريك ديل أوباك، أو تجول في وادي إنكلار ليأسرك سحر الحياة النباتية والحيوانية. هل ترغب في التسوق؟ لديك منطقة التسوق ميريتكسيل الشهيرة.

إذا أردت الاستمتاع بقرى جبلية ساحرة في جبال الألب الفرنسية، فحري بك حقًا أن تفكر في وجهة مثل بلدة "بورغ سان موريس". إذ توفر الشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى، والتي تصطف على جانبيها المباني ذات الألوان المبهرة، لمحة عن الماضي، وذلك إلى جانب المتاجر المحلية التي تقدم مختلف أصناف "سافوي" الرائعة. وفي الأشهر الباردة، يتوافد المتزلجون بأعداد كبيرة على هذه البلدة للاستمتاع ببعض من أفضل تجارب التزلج في المنطقة. وعندما يذوب كل شيء في نهاية المطاف، ستجد عالمًا جديدًا تمامًا وجديرًا حقًا باكتشافه، حيث الجبال الخضراء الثرية والمناسبة للتنزه سيرًا والأنهار الصافية تمامًا المثالية للتجديف بزوارق الكياك أو ركوب قوارب الشلالات النهرية.

حظيت مدينة دمشق بحضارات تعاقبت عليها على مدار الآلاف من السنين بدءًا من المصريين والرومان واليونانين والمسلمين والصليبيين والمغول والعثمانيين والفرنسيين ووصولاً إلى العصر العربي الحديث، فهي من أكثر المدن مرونةً وعراقةً على وجه الأرض. وتشغل أطلالها عمقًا يمتد حتى 8 أقدام تحت سطح الأرض كما تعد البلدة القديمة موطنًا لمتاريس وبوابات العصر الروماني والجامع الأموي والكنائس الأسطورية ومنها كنيسة القديس بولس. بينما يقع الباب الشرقي وسوق مدحت باشا في أحد الشوارع التي يرجع تاريخها إلى العصور القديمة.

تتسم مدينة الغردقة، الواقعة على ساحل البحر الأحمر في مصر، بشعاب مرجانية خلابة ومياه فيروزية مثالية لركوب الأمواج مما جعل منها منتجعًا يعج بالسياح. ونظرًا لإمكانية الوصول السهل لجزر الجفتون الخلابة والصحراء العربية الشرقية من خلالها، شهدت الغردقة كمًا كبيرًا من عمليات التطوير خلال العقد الماضي - وبالتأكيد فإن عدد السياح بها يفوق الخيال في كثير من الأحيان. فشواطئها تعد ملاذًا سهلاً نسبيًا للأوروبيين، وتقع في مياهها وقبالة سواحلها أفضل أماكن الغوص والغطس بالمعدات في العالم. تمتع بالتجول سيرًا على الأقدام أو استقل سيارة أجرة لتفقد الحي القديم المعروف باسم الدهار.