على مر القرون، أضافت ثقافات عديدة بصماتها الرائعة إلى هذه القطعة الثمينة من الأرض. واليوم، يمكنك أن تلمس تلك التأثيرات وتستمتع بها مباشرةً عن طريق استكشاف أحياء إسطنبول. فما بين المواقع المقدسة في حي "السلطان أحمد" والأناقة الأوروبية التي تعود إلى القرن التاسع عشر في حي "بيوغلو" وصولاً إلى الأزياء الراقية في حي "نيشانتاشي" ومجتمع المقاهي النابض بالحياة في حي "قاضي كوي" وشوارع "بشيكتاش" العاشقة لكرة القدم، من السهل أن تعرف لماذا ينظر المسافرون إلى إسطنبول على أنها ليست مدينة واحدة فحسب، وإنما تعتبر بمثابة مدن عديدة في مدينة واحدة.

تشتهر منطقة كابادوكيا الساحرة، الواقعة في جنوب وسط تركيا وجنوب شرق أنقرة، بخصائصها الجيولوجية الفريدة التي يطلق عليها اسم المداخن الجنية. فقد تشكلت التكوينات الصخرية الكبيرة مخروطية الشكل على مرّ العصور بفعل تآكل الرماد البركاني الناعم نسبيًا الموجود حولها. كما يذكر أن الحضارات الغابرة حفرت في هذه التكوينات لإنشاء منازل وقلاع (مثل قلعة أوشيسار) بل وحتى مدن كاملة تحت الأرض، مثل مدينة كايماكلي ومدينة ديرينكويو التي كان يستخدمهما المسيحيون الأوائل في الاختباء. وتعتبر مدينة قيصرية المجاورة هي بوابة الدخول إلى المنطقة.

كانت مدينة فيرونا تتسم بالفخامة البالغة في حقبة العصور الوسطى لدرجة أن ما تردد عنها كان مصدر إلهام شكسبير لكتابة مسرحيتين من مسرحياته وهما (روميو وجولييت وسيدا فيرونا). بالرغم من أن علاقتها بالكابوليتس الحقيقيين غير واضحة على الأرجح، فإن المنزل المعروف باسم منزل جولييت يجذب نصف مليون سائح سنويًا، يحرص معظمهم على استرجاع مشهد الشرفة في مسرحية روميو وجولييت. ولا تفوت فرصة زيارة المسرح الروماني المدرج وقصر باربيري.

يعد مكان مولد نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم البقعة الإسلامية الروحية وهو محظور بشدة على غير المسلمين. وتوجب أركان الإسلام على جميع المسلمين القادرين القيام بالحج، أي الحج إلى مكة، مرة واحدة في العمر. فهناك لا تنعم وفود الحج التي تزور المدينة المقدسة فقط بالقرب من المعالم والمواقع الدينية التي تحظى بمكانة عالية في الدين الإسلامي، مثل المسجد الحرام وجبل النور والحجر الأسود وبئر زمزم، بل أيضًا تحظى بمغفرة من الخالق عز وجل على جميع ما اقترفوه من ذنوب.

عندما يفكر معظم الأشخاص في قرية زيرمات، فهم يفكرون في شيء واحد فحسب: سيكون ماترهورن. وتحلق هذه القمة السويسرية في أعلى زيرمات، وقد بدأ انجذاب الزوار إليها في ستينيات القرن التاسع عشر. هذا وتعد هذه القرية في حد ذاتها قرية جميلة خالية من السيارات وتضم مجموعة من الشاليهات بنية اللون قديمة الطراز والدروب الملتفة حول بعضها البعض. (لا تقلق، فلن تضطر للاعتماد على السير للتنقل في جميع أرجاء هذه القرية - فهناك مركبات كهربائية ومركبات تجرها الخيول.) يشار إلى أنه عادةً ما تستمر ممارسة رياضة التزحلق على الجليد في هذه المنطقة حتى بدايات الصيف، ولكن عندما يصبح المناخ أكثر دفئًا، يكون التنزه سيرًا على الأقدام متعة هائلة.

تعد مدينة بروكسل المتواضعة عاصمة كلٍ من بلجيكا وإقليم فلاندرز وأوروبا بأكملها. ويتميز ميدان جراند بلاس، الذي يعود تاريخه للعصور الوسطى، بكبر مساحته واحتوائه على مبانٍ ترجع للقرن السابع عشر وأسواق الأزهار المتفتحة التي تباع يوميًا. هذا إلى جانب أتوميوم، الذي يحمل نفس مكانة برج إيفل في فرنسا وأعيد افتتاحه في عام 2006، حيث يقدم مناظر رائعة، سواء داخله أو خارجه. أما عشاق الهندسة المعمارية، فيمكنهم زيارة متحف هورتا، وهو منزل المهندس المعماري البلجيكي الشهير فيكتور هورتا. هذا إلى جانب نوادي وملاهي سانت جراي المزدحمة بالزوار طوال العام. كما تزخر منطقة سانت كاثرين بمطاعم الوجبات السريعة من المأكولات البحرية. وينصح بالسير على الأقدام في الشوارع الضيقة، بدلاً من ازدحام المرور.

تعتبر مدينة هلسنكي، المدينة الحديثة والعالمية الواقعة على بحر البلطيق عاصمة التصميمات العالمية لعام 2012. وذلك حيث يمتزج سحر الطبيعة المحيطة بانسيابية مع الإنجازات التكنولوجية والاتجاهات المعاصرة. وتعكس رحلات السير على الأقدام لوسط المدينة مراحل تاريخها، بينما تثبت الهندسة المعمارية المعاصرة والنمط العصري الجانب المستقبلي للمدينة. احرص على اختيار مدينة هلسنكي كوجهة لرحلتك خلال أيام فصل الصيف الذي لا ينتهي بها أو تمتع بروح المغامرة بالسفر إليها في ليالي الشتاء الثلجية قارصة البرودة.

لا تعد قرية مومباسا، التي يبلغ عدد سكانها 900000 نسمة، من القرى الهادئة المطلة على شاطئ البحر. وتجذب فنادقها المطلة على البحر السياح الذين يبحثون عن التنعم بشمس ساطعة ورمال وركوب الأمواج، بينما يشكل تراثها العربي والهندي والأوروبي الاستعماري مجموعة كبيرة من المعالم الجديرة بالمشاهدة. ألا تجد سيارة أجرة؟ هوِّن على نفسك، إذ يمكنك الانتقال بالتوك توك، وهي مركبة خفيفة تتكون من ثلاث عجلات.

مر زمن طويل على العاصمة الفيتنامية الساحرة التي تشهد صمودًا للحي القديم والآثار والأبنية ذات الطراز الذي يصور الحقبة الاستعمارية، جنبًا إلى جنب مع إتاحة مجال لأعمال التطوير المعاصرة. وربما تكون هانوي قد تخلصت من العديد من أسمائها السابقة، بما في ذلك ثانج لونج، والذي يعني "التنين الصاعد"، لكنها لم تجهل ماضيها الذي يتجلى بوضوح في مواقع مثل ضريح هو تشي منه وسجن هوا لو. ويزيد من جمال هذه المدينة ما تكتنفه من بحيرات وحدائق وشوارع واسعة تظللها الأشجار وأكثر من 600 معبد وهيكل بوذي، والتي يمكن تفقدها بسهولة بالتاكسي.