بينما تمتلك ضاحية ميستري، التي تقع بالبر الرئيسي لمدينة فينيسيا، تاريخها وطابعها الخاص الذي يعود إلى زمن العصور الوسطى، فإنها تدين بالفضل في نموها وثراها إلى جارتها البحرية التي تتمتع بقدر أكبر من القوة والنفوذ. ولسوء الحظ، فإنها عكس كل ما عليه مدينة فينيسيا: فهي مدينة عصرية وصناعية وذات تكاليف معيشة منخفضة. ورغم أنه لا يمكن مقارنة ضاحية ميستري بقنوات فينيسيا الرومانسية، فإنها تمتلك عوامل جذب خاصة بها، من بينها برج توري ديل أورولوجيو وكاتدرائية دومو دي سان لورينزو التي تقع في ساحة المدينة بياتزا فيريتو.

بفضل ما تتميز به من زوارق الجندول والقنوات والمطاعم المذهلة والأجواء الرومانسية التي لا تُنسى، تعد البندقية بلا شك مدينة لقضاء عطلة الأحلام. وتجعل ساحاتها وقصورها وكنائسها التي تطل على المياه من تجربة الإبحار في القناة الكبيرة "جراند كانال" وكأنها رحلة بحرية عبر لوحة فنية رائعة. ولتستمتع حقًا بمدينة البندقية، يجدر بك الذهاب إلى الأوبرا أو حضور أحد العروض الموسيقية الكلاسيكية، إلى جانب تناول الباستا والمعجنات الطازجة، وكذلك قضاء وقت أطول في قاعات عرض أحد المعارض الفنية. في حين سيتوافد محبو شراء الملابس الباهظة لمصممين مشهورين للتسوق الراقي في ساحة "بياتسا سان ماركو".

تعد مدينة بيرجامو كنزًا إيطاليًا في الشمال. وتمتلك هذه المدينة، التي يعود تاريخها إلى عام 49 قبل الميلاد، مركزين هما: ألتا (في شمال المدينة) وباسا (في جنوبها)، وتربطهما مسارات للمشي وسكة حديد معلقة.وللتجول في المواقع التاريخية، يمكنك الذهاب إلى ألتا لزيارة ساحة فيكيا وكاتدرائية بيرجامو وبابتيسترو وكنيسة سانتا ماريا ماجيوري بابتيستري، علاوةً على ضريح البهلواني العالمي الشهير راستيلي الذي يتميز بروعة بالغة. ويعتبر الجزء "باسا" الأكثر حداثة وسكانًا، كما أنه يتميز بمنطقة التسوق "فيا 20 ستمبر".

في حين تتوافد حشود السائحين على مدن فينيسا وفلورنسا وروما، فإن مدينة بولونيا لا تزال مدينة هادئة نسبيًا مقارنةً بهذه المدن. وتعد هذه المدينة الجامعية التي ترجع للعصور الوسطى مدينة ساحرة وتاريخية ومليئة بالمرح مما يجعلها جديرة بأن تتفقدها... كما ستجد أن المطبخ المحلي لبولونيا يتمتع بوجبات تم ابتكارها قبل لحم الديلي الأمريكي (المطبوخ والمملح الذي يُقدم باردًا) الذي يحمل اسم هذه المدينة بالعديد من السنوات الضوئية.