كانت بودروم في يوم ما قرية صيد ذات طابع عائلي محبب حيث لا يتعدى سكانها بضعة آلاف، ولكنها شهدت نهضة حقيقية في الخمسين عامًا الماضية أدت إلى تحويل هذا المجتمع الخامل إلى إحدى أشهر الوجهات السياحية في تركيا لقضاء العطلات. وقد أطلق الكتاب والمفكرون والفنانون والموسيقيون لفترة طويلة على هذه المدينة المطلة على بحر إيجه البيت أو البيت الثاني، فهي تتيح لزائريها مشهدًا ثقافيًا مفعمًا بالحيوية لا يضاهيه سوى أنشطتها الترفيهية الليلية. كما توفر الشواطئ التي تهب عليها الرياح والمياه المتلألئة خلفية رائعة للمكان المثالي لقضاء عطلات شاطئية متميزة.

تلوح الجبال المكسوة بأشجار الصنوبر الرائعة في الأفق خلف منتجع مارماريس السياحي المطل على البحر في جنوب غرب تركيا. إلى جانب شهرة هذه المدينة باعتبارها مرفأ لليخوت ونقطة انطلاق للرحلات البحرية للوفود السياحية ذات الميزانيات المحدودة، فهي تضم العديد من مطاعم الوجبات السريعة وقلعة سليمان العظيم التي تم تجديدها والحي القديم الرائع المرصوف بالحجارة. وخارج المدينة المزدحمة، تمثل كهوف وخلجان شبه جزيرة داتكا وجهات رائعة لرحلات النهار لمن يسافرون بالقارب.

جزيرة رودس هي أكبر جزر الدوديكانيز الواقعة على الحافة الشرقية لبحر إيجه، وهي أيضًا أكثرها شهرة. وتقع مدينة رودس التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى والتي تم الحفاظ عليها جيدًا في شمال الجزيرة التي تحمل الاسم نفسه. وتصطف الفنادق الراقية على الساحلين الشمالي والشرقي. كما تتميز الشواطئ الأخرى في الجزيرة بالمنتجعات والقرى الصغيرة. وسواء كنت مهتمًا بالشواطئ أو البارات أو زيارة المواقع القديمة، فإن رودس توفر لك كل ذلك. يمكنك التعرف على اليونان الحقيقية في الجزء المتحدر الداخلي من الجزيرة الممتدة على 50 ميلاً.

تتنوع الشواطئ الممتدة على طول ساحل بحر إيجة على جزيرة كوساداسي في التضاريس كما تتنوع الأجواء. ويكتظ شاطئ السيدات، والذي سمي بهذا الاسم لأنه كان مخصصًا للسيدات فقط فيما مضى، بالملاهي الليلية وبائعي الهدايا التذكارية والمطاعم، وبالطبع المتشمسين والسباحين. وتتميز الأشجار المصفوفة على الشاطئ الذهبي بأنها معتنى بها جيدًا وتبعث على الشعور بالهدوء والسكينة. تمتع بركوب الخيل من هناك إلى شاطئ لونج، وهو ملعب مليء بالحانات الشاطئية وطاولات البلياردو والرياضات المائية.

حظيت مدينة دمشق بحضارات تعاقبت عليها على مدار الآلاف من السنين بدءًا من المصريين والرومان واليونانين والمسلمين والصليبيين والمغول والعثمانيين والفرنسيين ووصولاً إلى العصر العربي الحديث، فهي من أكثر المدن مرونةً وعراقةً على وجه الأرض. وتشغل أطلالها عمقًا يمتد حتى 8 أقدام تحت سطح الأرض كما تعد البلدة القديمة موطنًا لمتاريس وبوابات العصر الروماني والجامع الأموي والكنائس الأسطورية ومنها كنيسة القديس بولس. بينما يقع الباب الشرقي وسوق مدحت باشا في أحد الشوارع التي يرجع تاريخها إلى العصور القديمة.

على بُعد بضعة أميال فقط من الحدود السلوفاكية بمنتصف جنوب بولندا، تقع مدينة زاكوباني وهي مدينة منتجعية في جبال تاترا، والتي تشتهر بالمتزلجين على الجليد في الشتاء والمتنزهين سيرًا على الأقدام ومتسلقي الجبال على مدار العام. في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، صارت زاكوباني مركز الفنون الأكثر شهرةً في بولندا، ومقرًا ثقافيًا قضى عليه التأثير السوفيتي في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وتطغى عليها الآن صبغة الماضي بما تضمه من منازل خشبية رائعة. يمكنك الاطلاع على المزيد حول هذه المباني وأكثر في متحف الطراز الزاكوباني.

تجسد سيفيلد في تيرول في فصل الشتاء السحر المرتبط بالقصص الخيالية التي تصف بلدة صغيرة في الكريسماس. وتقع البلدة على هضبة وسط الجبال والوديان؛ ما يجعلها المكان المثالي للرياضات على الجليد، وخصوصًا التزلج على الجليد عبر المناطق الريفية. في الواقع، أقيمت العديد من المسابقات الأوليمبية وبطولات العالم هنا. وفي غير موسم التزلج، يشكل هواء الجبل المنعش والمناظر المهيبة وجهة مثالية للتنزه سيرًا على الأقدام في جبال الألب. وعندما ترغب في تناول وجبة خفيفة، فليس هناك أفضل من قطعة لحم عجل مقلية وبيرة محلية من أحد المطاعم الخلابة في المنطقة.

يفوح السحر البافاري من ميونخ. يجب على محبي احتساء البيرة التوجه على الفور إلى مصنع Hofbräuhaus، حيث يتم إنتاجها منذ 1589. فتناولها يعتبر مميزًا في مهرجان أكتوبر، حيث يتم الاحتفال بالبيرة والأطعمة المتخصصة الألمانية المحلية. تمتع بمحاكاة الرياضيين على مستوى عالمي في "أوليبميابارك"، حيث سيشعرك التزحلق على حلبة التزلج الجليدية الأولمبية وكأنك بطل. يعتبر منتزه "مارين بلاتز" مثالي لمشاهدة الأشخاص وتأمل البيانو اليدوي في سيتي هول.

إذا كنت تسعى إلى الاستمتاع بإجازة مليئة بالرياضات الشتوية، فلن تجد أفضل من مدينة المنتجع السويسري الشهير والخلاب إنترلاكن لتتمتع بمثل هذه الرياضات. فهذه المدينة تضم مساحات فائقة الجودة للتزحلق وركوب المزالق ومضامير التزلج الممتدة لأميال (والتي تختلف في مستوى صعوبة التزلج بها مثلها مثل منحدرات التزحلق)، وأيضًا التزلج على ألواح الجليد... كل هذا إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة للجبال الموجودة بها. أما في فصل الصيف، فيمكنك التنزه سيرًا على الأقدام بين تيوس الجبال التي توجد بمنطقة المجاورة نيديرهورن أو التسوق لشراء بعض ساعات اليد من محلات المدينة.

نظرًا للدور الذي لعبته في استضافة دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية الأولى في عام 1924، سيبقى اسم مدينة شاموني يحتفظ بمكان دائم في كتب التاريخ. أما عن مناطق الجذب الرئيسية في هذه المدينة فهي جبل مونت-بلان (أطول جبل في غرب أوروبا)، بالإضافة إلى العديد من مناطق التزحلق على الجليد المقابلة لوادي شاموني. تتناسب المنحدرات شاهقة الارتفاع والظروف المناخية القاسية بشكل مثالي مع المتزلجين المحترفين، كما أن هناك أيضًا بعض المنحدرات المناسبة للمبتدئين. وكل ما عليك فعله هو أن تتأكد من أن كل فرد من أفراد مجموعتك يعرف الدائرة الخضراء من الماسة السوداء. ومن المعلومات الممتعة أيضًا التي تسطرها كتب التاريخ عن هذه المدينة - أن الممثل بيرس بروسنان قد جاء إليها (لتصوير أحد أفلام جيمس بوند، وهو العالم لا يكفي "The World Is Not Enough").

ما بين نمط الحياة الزاخر بالإثارة والجوانب العصرية في منطقة "شورديتش" والأجواء الصاخبة ذات الوتيرة المتسارعة التي تتمتع بها منطقة "كامدن" وشارع "بورتوبيلو" الأنيق والعصري، تتميز لندن بعوالمها المتعددة في نطاق مدينة واحدة. وتعني الأجواء الحافلة بالحيوية والإثارة التي تتسم بها المدينة أنك لن تجد يوميْن متماثليْن بها. استكشف المواقع الملكية أو التاريخية أو استمتع بزيارة كل المعالم التي طالما حلمتَ بزيارتها أو تناول الطعام والشراب في مطاعم استثنائية حائزة على نجمة ميشلان أو استمتع بتناول مشروبك المفضل في إحدى الحانات التقليدية أو انطلق بين الشوارع المتعرجة المرصوفة بالحصى والمذهلة واستمتع بمشاهدة كل ما تقع عليه عيناك من معالم فاتنة. عندما يتعلق الأمر بلندن، فإن الاحتمالات والفرص لا حصر لها.