تشكل المسابح البلورية ذات المياه الفيروزية الرقراقة والفقاعات الرائعة في "المتنزه الوطني لبحيرات بليتفيتش" (Plitvice Lakes National Park) واحدة من الوجهات السياحية الأكثر رواجًا في كرواتيا. ويقع هذا المتنزه الوطني على بعد ساعتين فقط بالسيارة من العاصمة الكرواتية زغرب، ويوفر 50 فدانًا من الغابات والبحيرات. وفي فصل الشتاء، يتحول هذا المتنزه إلى عجيبة من الشلالات المائية المتجمدة. أما في فصل الصيف، فيتحول إلى مساحة خضراء وارفة وغاية في الروعة. وفيه، تعبر ممرات خشبية ومسارات تنزه سيرًا عبر مساحات من الأحجار الجيرية الكارستية والمسامية. ويمثل هذا المتنزه، الذي يعد أحد مواقع التراث العالمي، ملاذًا حقيقيًا للاستمتاع بالحياة البرية، حيث يضم مختلف عناصر هذه الحياة بدءًا من الطيور وصولاً إلى الخنازير وحتى الدِببة.

طالما افتخرت سلوفينيا، الواقعة بين النمسا وإيطاليا، بتراثها الفريد. وتعكس العاصمة ليوبليانا نموذجًا رائعًا لهذا المزيج بين الثقافة الألمانية والسلوفينية وثقافة البحر الأبيض المتوسط. فتمزج هذه المدينة القديمة ما بين المباني المقامة على طراز آرت نوفو وعصر النهضة والباروك، والتي تؤمن لها الحماية قلعة يعود تاريخها للقرون الوسطى. وبتجاوز حدائق متنزه تيفولي تصل إلى المتحف الوطني للتاريخ المعاصر وهناك يمكنك الاطلاع على تاريخ سلوفينيا الحديث حيث توجد التماثيل المتكسرة لستالين ونموذج لأحد خنادق الحرب العالمية الأولى.

تقع الجزائر بين البحر المتوسط والتلال الشاهقة التي تحدها من الخلف، فهي مدينة يمكن مطالعة تاريخها الثري بالأحداث في هندستها المعمارية، والتي تبدأ من مساجدها المغربية وقصورها التي بنيت على غرار النمط العثماني ومدينة القصبة العريقة، أحد المواقع التي أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي، وصولاً إلى الحصون البربرية والمنازل التي ترجع إلى تاريخ الاستعمار الفرنسي والشوارع الحديثة المكتنفة بالأشجار. وتعد المدينة موطنًا للكثير من المعالم الجاذبة للزوار، يأتي من بينها المسجد الكبير والمكتبة الوطنية وساحة الشهداء ومتحف باردو والعديد من الآثار والحصون.

تتسم مدينة طنجة، الواقعة على مضيق جبل طارق في منطقة تلتقي فيها قارة إفريقيا بأوروبا، بأهمية إستراتيجية منذ دهر طويل. ولأنها مدينة حكمها حشود من الغزاة الذين توالوا عليها عبر القرون، كان منهم الرومان وقبائل الوندال والبيزنطيون والعرب والبرتغاليون، فهي مدينة يرجع تاريخها إلى ألفي عام ونصف، مما يجعلها إحدى أقدم المدن في شمال إفريقيا. ومن أكثر المناطق الحيوية في البلد المدينة القديمة والقصبة والبازارات والأسواق، كما تتمتع شواطئها بسحرٍ آخاذ. ففي القرن الماضي، أصبحت طنجة بقعة يقصدها الأثرياء من جميع أنحاء العالم.

استمتع بالشمس الساطعة في شواطئ أغادير التي تحتفظ برونقها وبهائها، وهي مدينة تعد الأكثر زيارة في جنوب المغرب. وتضيف الطرق الرئيسية التي تحيطها أشجار النخيل والملاهي الليلية المطلة على الشاطئ بالتأكيد شعورًا يتخلل إليك بأنك في أحد المنتجعات الغربية، حيث يتواجد بها عدد هائل من الأوروبيين الذين يتوافدون إليها في أشهر الشتاء. ولا شك أن أهم ما تتميز به هذه المدينة الساحرة يكمن في جو الاسترخاء والدعة الذي تتمتع به، ومن ثم يمكنك ركوب جمل أو تأجير عربة شاطئ (بوجيّة) أو تفقد سوق الأحد أو التجول لمدة 20 دقيقة داخل أطلال قصبة أغادير للاستمتاع بمشاهدة واسعة لمعالم المدينة إذا كنت تود الاستراحة قليلاً من الأنشطة التي تمارسها على الشاطئ.

يعد مكان مولد نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم البقعة الإسلامية الروحية وهو محظور بشدة على غير المسلمين. وتوجب أركان الإسلام على جميع المسلمين القادرين القيام بالحج، أي الحج إلى مكة، مرة واحدة في العمر. فهناك لا تنعم وفود الحج التي تزور المدينة المقدسة فقط بالقرب من المعالم والمواقع الدينية التي تحظى بمكانة عالية في الدين الإسلامي، مثل المسجد الحرام وجبل النور والحجر الأسود وبئر زمزم، بل أيضًا تحظى بمغفرة من الخالق عز وجل على جميع ما اقترفوه من ذنوب.