ما أن دلفت لبهو الفندق حتى تتنسمت عبير رائحة زكية أخذت بلباب العقل تبعها إختلاب البصر بأناقة البهو ونظافته رغم بساطته الشديدة و المنع الصارم فيه عن التدخين. ولكوني ممن يكره الدخان ونتن رائحته فسررت لذلك سرورا زاد على حبوري الأساسي للسعر المعتدل "نوعا ما" للغرفة المختارة وكونه يشمل الإفطار (والذي لم يحن بعد وقت تناوله و إختبار زكاة مأكله).
بعيد إنهاء إجراءات الدخول والتسجيل، ولجنا بإسم الله الكبير المتعال للغرفة و كانت نظيفة مرتبة وذات أريج بهيج. فوضعت فيها المتاع و أسرعت بتجهيز نفسي للإجتماع وما عدت للغرفة إلا قبيل منتصف الليل.
وهنا تجلت الأمور إذ لم أستنشق الأريج و إنما غصصت بعوالق رماد المعسل المنبعثة من فتحات التكييف ففتحت سجف الغرفة ومن بعدهاالنافذة للتهوية فتحسن الأمر نوعا ما . إلا ان المفاجأة الأخرى كانت من السرير المشبع بهذه الرائحة الباعثة للإشمئزاز
فتحاملت على نفسي ليلتها لما أنتابني من نصب وتعب فنمت بادئ الأمر إعياء ثم بداءت قبيل الفجر بالتقلب ذات اليمين وذات الشمال إصارع اليقظة برغبتي في النوم فكان صراعا ذَا سجال حتى أذن لصلاة الفجر، وبعيد الصلاة ها أنذا اكتب هذا التعليق رجاء الإفادة والتوثيق.