أيام لن أنساها تلك التي قضيتها مع عائلتي في فندق كونكورد السلام شرم الشيخ ؛ من أول الوصول إلى الفندق وإطلالة المدخل ، واستهلال الدخول إلى بهو الفندق ، والاستقبال الراقي والجميل والبسيط والتلقائي والصادق من أستاذة فاطيما صاحبة الابتسامة العذبة الصافية التي لا أشك أنها تركت أثرا في نزلاء الفندق جميعا لمن أسعده حظه بمقابلتها وحسن استقبالها وترحابها به ؛ وكان هذا من حُسْن حظي وعائلتي فردا فردا ؛ وكان هذا رأينا جميعا بلا استثناء .. ثم بدأت رحلتنا الممتعة وجولاتنا الأمتع في التجوال بين أروقة الفندق وممراته ومتنزهاته ، ومياهه وأمواهه وأمواجه ، وجمال غرفه وراحتها وخدمتها والحرص على راحة عملائه وضيوفه ، وهذه المساحات الخضراء الشاسعة المريحة للنفس والمطمئنة للقلب ، سواء في نهاره أو ليله ، لمن أراد مَشْيًا أو جلوسا أو تطلعا لسمائه وبحره ، أو قراءة في كتاب ، أو سباحة في مياه بحره وحمامات سباحته ، وتلك الإطلالة الرائعة التي تجمع بين حمامات السباحة ومن خلفها وخلفيتها البحر وَيْكأنَّ الاثنين قد تداخلا وتمازجا مَعًا في منظر أزعم أنك لن تجده في مكان آخر .. ثم يأتي من حولهما معا ذلك السياج الأخضر من الشجر والنخل والأراضي الخضراء الممتدة على مدى البصر ومداه .. أما مطاعمه فحدث ولا تتردد ؛ من جمال طرازها ، إلى جمال طعامها ، إلى جمال طاعِميها ومُطعِميها وطاهيها ومقدمها ، وتنوعها إفطارًا وغداءً وعَشاءً ، حادقها وحلوها ومشروباتها ، والأهم من ذلك كله القائمين عليها وعلى إدارتها والذوق والشياكة في المعاملة والتعامل ، وأذكر منهم وعلى رأسهم أستاذ علاء وأظنه مديرهم ، ومن معه من طاقم إدارة المطعم كبيرهم إلى صغيرهم وكلهم كبار .. ولا أنسى الفنان أحمد سامي بصوته العذب والذي أمتعنا بفنه الراقي المتحضر الجميل واستجابته لكل مستمعيه وتحقيقه لرغباتهم الفنية الراقية من الاستماع لمقطوعات رائعة لكل جنسيات الحضور على اختلافها وتنوعها ولم يَرُدَّ لأحدٍ طلبا أو يرفضه ؛ بل كان راقيا دبلوماسيا في التعامل ؛ هذا إلى جانب حضوره وتأثيره في الحاضرين .. وبالطبع النزلاء الراقيين على تنوع جنسياتهم وبلادهم .. حقا لقد كانت متعة كاملة متكاملة لم ينقصها ولم يُخِلّ بها إلا شيئا واحدا : أنها انتهت بسرعة غريبة ومرت أيامها كالبرق ؛ وذلك لجمالها ومتعتها ؛ وليتها طالت !! وآخر ما أختم به تعليقي أنه من جمال المكان والاستمتاع به أنني قررت وعائلتي العودة إليه سريعا في أقرب فرصة وأول أجازة حتى نعاود الاستمتاع به وبناسه وأهله وكل ما سبق ذكره .. خالص التحية للفندق والقائمين عليه فردا فردا .. ونشكركم جميعا على ما قدمتموه لنا من خدمة فندقية سياحية راقية رقيقة ساحرة آسرة .. وإلى لقاءٍ قريبٍ بمشيئة الله .. وكل عام أنتم بخير .. والسلام عليكم ورحمة الله .